يعتبر الرمد الحبيبي أحد الأمراض التي تصيب العين وتسبب العديد من الأعراض المزعجة التي تؤثر على الرؤية وجودة الحياة، على الرغم من أنه ليس مرضًا شائعًا في جميع أنحاء العالم، إلا أنه يمثل مشكلة صحية كبيرة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تعاني من سوء الظروف الصحية والنظافة، سنتناول بالتفصيل ما طبيعة المرض، وأسبابه، وأعراضه، ومضاعفاته، وكيفية تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى الوقاية منه.
ما هو الرمد الحبيبي وهل هو خطير؟
الرمد الحبيبي أو ما يطلق عليه الرمد الرملي أو التراكوما، وتسبب التهابًا وحكة في العين وينتج عن عدوى بكتيرية تؤثر على العينين، وينتشر عن طريق ملامسة العين والجفون وإفرازات الأنف والحلق من الأشخاص المصابين، ويؤدي إلى التهاب مزمن ويمكن أن يسبب العمى إذا لم يتم علاجه، ولكنه قابل للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا.
ما هي أسباب الرمد الحبيبي؟
يحدث الرمد الحبيبي نتيجة عدة أسباب ومن أهمها:
- العدوى البكتيرية نتيجة الإصابة ببكتريا المتدثرة التراخومية وتنتقل عبر الاتصال المباشر مع إفرازات العين المصابة، أو من خلال الأشياء الملوثة.
- الظروف البيئية غير الملائمة، حيث تنتقل هذه العدوى في البيئة التي تفتقر إلى النظافة أو وجود شبكة صرف صحي مناسبة.
- الأماكن المزدحمة تساهم في انتشار هذا المرض مثل المدارس والمواصلات.
- نقص المياه النظيفة التي تستخدم في غسل العين، والتي يمكن أن تسبب العدوى.
- الحشرات مثل الذباب يمكن أن تنقل العدوى من شخص لآخر.
- المناعة الضعيفة للشخص يمكن أن تساهم في نشاط العدوى.
ما هي أعراض الرمد الحبيبي؟
تتضمن أعراض الرمد الحبيبي ما يلي:
- احمرار وتورم في الجفون.
- حكة شديدة في العين.
- إفرازات من العين تحتوي على مخاط أو صديد.
- الشعور بوجود جسم غريب في العين.
- ألم في العين.
- حساسية للضوء.
- تشوش الرؤية في الحالات المتقدمة نتيجة المضاعفات الناتجة عن الإصابة به.
ما هي مضاعفات الرمد الحبيبي؟
إذا لم يتم علاج الرمد الحبيبي في الوقت المناسب، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- تندب في الجفن الداخلي.
- انقلاب الجفن للداخل وهو تحول الرموش للداخل مما يسبب خدوش في القرنية.
- ندوب أو قرح في القرنية.
- جفاف العين.
- تضيق القناة الدمعية.
- التهابات مزمنة في العين.
- فقدان البصر الجزئي أو الكلي.
اقرأ أيضا: الرمد عند الأطفال
ما هي أنواع الرمد الحبيبي؟
توجد أربع مراحل رئيسية للتراكوما وهي:
- التهاب التراكوما الحبيبي: وهو عبارة عن الإصابة في المراحل المبكرة وتبدأ بظهور بثور بسيطة على الجفن الداخلي، وهي تكتلات تظهر على هيئة خلايا التهابية.
- التراكوما الجريبي: وهو عبارة عن التهاب يكون أكثر شدة ويؤثر على ملتحمة العين، وتظهر إفرازات بشكل أكبر مما يؤدي إلى الشعور بألم أكبر.
- التراكوما الندبي: هي المراحل المتأخرة من التراكوما حيث تظهر ندوب واضحة على الجفن الداخلي، والتي فيما بعد تسبب تشوه الجفن.
- التراكوما الإنقلابية: وهي المرحلة المتأخرة والتي تسبب تلف وعتامة القرنية ويكون العمى هو النتيجة الحتمية.
كيف يتم تشخيص الرمد الحبيبي؟
- أولًا يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض.
- بعد ذلك يتم الفحص السريري للعين، حيث يقوم الطبيب بفحص الجفون والملتحمة والقرنية باستخدام المصباح الشقي.
- قد يحتاج الطبيب أيضًا إلى أخذ مسحة من العين لتحليلها في المختبر، وتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى.
ما هو علاج الرمد الحبيبي؟
يهدف علاج الرمد الحبيبي إلى القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى وتخفيف الأعراض ويتضمن العلاج عادةً:
- استخدام المضادات الحيوية على شكل قطرات أو مراهم للعين للقضاء على البكتيريا المسببة لها.
- الأدوية المضادة للالتهابات لعلاج الالتهابات الناجمة عنها.
- التوعية بقواعد النظافة العامة مثل غسيل اليدين قبل لمس العين والاهتمام بغسيل العين.
- الجراحة في الحالات المتقدمة التي تسببت التراكوما في مضاعفات لها، مثل انقلاب الجفن للحفاظ على القرنية من التدهور.
كم يستمر الرمد الحبيبي؟
يستمر الرمد الحبيبي حسب مرحلة الإصابة، وعلى حسب إذا كان المريض يتلقي العلاج المناسب أم لا كما يلي:
- إذا كان المريض لا يتلقى العلاج فإن المرض يستمر لفترة طويلة ويصبح مزمن.
- أما إذا كان المريض يتلقى العلاج في المراحل المبكرة فقد تستمر هذه المرحلة من عدة أسابيع لعدة شهور.
- أما إذا كان المريض في المراحل المتأخرة فقد يأخذ العلاج عدة سنوات.
ما هي أفضل قطرة لعلاج الرمد الحبيبي؟
لا يوجد نوع واحد محدد من قطرات العين هو الأفضل لعلاج الرمد الحبيبي. يختار الطبيب نوع القطرة المناسبة بناءً على نوع البكتيريا المسببة للعدوى وشدة المرض ومن ضمن القطرات المستخدمة في العلاج مرهم تتراسيكلين 1%، قطرات أزيثروميسين، القطرات المضادة للالتهابات، والقطرات المرطبة للعين.
ما الفرق بين الرمد الحبيبي والرمد الربيعي؟
الرمد الحبيبي: كما وضحنا يكون بسبب الإصابة ببكتيريا المتدثرة الحثرية نتيجة العدوى من تلامس إفرازات المريض.
الرمد الربيعي: هو عبارة عن التهاب في العين نتيجة التعرض لمحفزات الحساسية مثل وبر الحيوانات أو حبوب اللقاح والتي تسبب استجابة للجهاز المناعي ويعتبر غير معدٍ.
كيف يمكن الوقاية من مرض الرمد الحبيبي؟
يمكن الوقاية من الرمد الحبيبي باتباع الإجراءات التالية:
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بشكل متكرر.
- تجنب لمس العينين بالأيدي المتسخة.
- غسل العين جيدًا بغسول لطيف يوميًا.
- عدم مشاركة المناشف أو الوسائد مع الآخرين.
- علاج العدوى البكتيرية في العين بشكل فوري.
- السيطرة على الذباب لأنه أحد أسباب نقل العدوى.
هل الرمد الحبيبي يسبب فقدان البصر؟
نعم، الرمد الحبيبي يمكن أن يسبب فقدان البصر إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح ويسبب تلف دائم في القرنية والعين؛ لذلك من المهم جدًا تشخيص وعلاج الرمد الحبيبي في المراحل المبكرة.
الرمد الحبيبي هو مرض عيني مزمن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا تم تجاهله، لحسن الحظ يمكن الوقاية من الرمد الحبيبي وعلاجه بنجاح إذا تم اكتشافه مبكرًا، لذلك يجب على الجميع الاهتمام بنظافة العينين واتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، وفي حال ظهور أي أعراض تدل على وجود الرمد الحبيبي يجب استشارة الطبيب فورًا.
في الختام، من المهم دائمًا استشارة طبيبك المختص إذا كنت تعاني من أي أعراض مشابهة يمكنك حجز موعد في مركز دكتور حسام لتقديم التقييم اللازم ووصف العلاج المناسب بناءً على حالتك الصحية الفردية.
